عقيل الحلالي، وكالات (عدن، صنعاء)
منعت ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران عمال برنامج الغذاء العالمي من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر لتشغيلها وإجراء عملية تبخير للمواد الغذائية من أجل الحفاظ عليها وتوزيعها، مهددةً بقصف صوامع الغلال التي تحتوي على 51 ألف طن من الحبوب تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر، وأكد رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة الجنرال مايكل لوليسجارد خلال لقائه الوفد الحكومي في لجنة إعادة الانتشار أنه سيعلن رسمياً لمجلس الأمن الدولي الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق السويد، جاء ذلك فيما شنت الميليشيات قصفاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة على إحدى المستشفيات في مديرية التحيتا، وطالب أهالي مديرية الدريهمي من الجنرال لوليسجارد إخراج الميليشيات من المديرية، والعمل على إطلاق سراح نحو 100 ألف من النساء والأطفال تحتجزهم دروعاً بشرية.
وذكرت مصادر ميدانية في الحديدة لـ«الاتحاد»، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية منعت صباح أمس، وصول 120 عاملاً وموظفاً في شركة مطاحن البحر الأحمر إلى صوامع الغلال شرقي مدينة الحديدة لإعادة تشغيل المطاحن وإخراج وتوزيع كميات الحبوب المخزنة فيها بحسب اتفاق مع برنامج الغذاء العالمي. وأكدت المصادر أن ميليشيات الحوثي منعت العاملين والموظفين من الوصول إلى المطاحن الواقعة في مناطق سيطرة القوات الحكومية، مشيرة إلى أن ذلك تسبب بعرقلة إعادة تشغيل المطاحن التي يمنع الحوثيون الفرق التابعة للأمم المتحدة من الوصول إليها منذ سبتمبر العام الماضي باستثناء زيارة قصيرة لممثلين عن برنامج الغذاء العالمي أواخر فبراير الماضي.
وقال وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، في تغريدة على «تويتر»، إن ميليشيات الحوثي منعت العاملين من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، وهددت بقصفها، لافتاً إلى أن الحكومة اليمنية وافقت على تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعادة الانتشار في الحديدة وفتح الممرات الإنسانية لتشغيل المطاحن وتوزيع الغذاء وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي. وأضاف القديمي أن «الجميع يدرك، بما فيهم المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لليمن وكبير المراقبين، بأن فرصة نجاح اتفاق السويد غير واردة بسبب عرقلة الميليشيات الانقلابية وتعنتها وتجاوزاتها في الخروق منذ اللحظة الأولى لإعلان اتفاق السويد». وقصفت ميليشيات الحوثي الإرهابية عدة مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، صوامع الغلال بمطاحن البحر الأحمر ما أدى لتلف كميات كبيرة من القمح.
إلى ذلك، التقى رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة الجنرال مايكل لوليسجارد، أمس، الفريق الحكومي في اللجنة المشكلة من الطرفين بموجب اتفاق السويد. وقال مصدر في الفريق الحكومي لـ«الاتحاد»، إن الاجتماع الثنائي، وهو الثاني هذا الأسبوع، ناقش التفاصيل الأخيرة للمسائل الفنية التي تضمنتها الخطة المعدلة لعملية إعادة الانتشار التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث في مارس الماضي، وأقرها الفريق الحكومي يوم السبت الفائت، فيما لا تزال الميليشيات تعارض الخطة المعدلة بعدما أعاقت تنفيذ الخطة الأصلية المعلنة في فبراير. وذكر المصدر أن الجنرال لوليسجارد وصل إلى مقر الاجتماع مع الفريق الحكومي متأخراً نحو ساعة عن الموعد المحدد بسبب توقيف موكبه من قبل الميليشيات الحوثية قبيل اجتيازه مناطق التماس.
وقد تعهد الجنرال مايكل لوليسجارد، بأنه وفي حال استمرت ميليشيات الحوثي بتعنتها ورفضها لتنفيذ عملية إعادة الانتشار في الحديدة، سيعلن رسمياً لمجلس الأمن الدولي الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق السويد، بحسب المصدر السابق.
وفي سياق متصل، طالب أهالي مديرية الدريهمي، من رئيس لجنة إعادة الانتشار في محافظة الحديدة، الجنرال مايكل لوليسجارد، إخراج ميليشيات الحوثي من المديرية والعمل على إطلاق سراح نحو 100 ألف من النساء والأطفال تحتجزهم المليشيات الانقلابية دروعاً بشرية. جاء ذلك خلال لقاء جمع رئيس بعثة المراقبين الأمميين، مع ممثلين من أهالي مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، استمع فيه إلى شكاوى الأهالي ومعاناتهم التي تسببت فيها الميليشيات. وفي وثيقة موقعة من وجهاء وأعيان الدريهمي، طالب أهالي المديرية رئيس البعثة الأممية بإخراج ميليشيات الحوثي التي تتخذ نحو 100 ألف شخص من النساء والأطفال دروعاً بشرية منذ أشهر. ودعا الأهالي لوليسجارد إلى التدخل لتأمين خروج الأسر وإخراج الميليشيات بعد أن حول الحوثيون منازل المدنيين العزل إلى متاريس لعناصرهم. كما طالبوا في الوثيقة، بتطهير المدينة وشوارعها من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات لإعاقة تقدم قوات الجيش قبل سريان وقف إطلاق النار في المحافظة.
إلى ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي خروقها للهدنة في الحديدة، مستهدفة مناطق سكنية ومواقع عسكرية تابعة للقوات المشتركة في المدينة ومديريات الدريهمي والتحيتا وحيس. وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن ميليشيات الحوثي شنت قصفاً مدفعياً عنيفاً على مواقع المقاومة وعلى الأحياء السكنية في مدينة حيس جنوب محافظة الحديدة. كما قصفت الميليشيات الإرهابية بالأسلحة الثقيلة المستشفى الميداني بمدينة التحيتا. وقالت مصادر محلية وطبية إن القصف خلف أضراراً مادية وتسبب بإعاقة وصول الأهالي إلى المستشفى بغرض العلاج.